Discussion about this post

User's avatar
غَيـداء محمد's avatar

أحسنت وأجدت وأثّرت …

يمكن من الحاجات اللي نفتقدها في مجتمعنا حاليًا هي طريقة توصيل المعلومة ، أو إيجاد أسلوب جديد للتفكّر . ونحن في زمن أصبح كل شي متكرّر وأغلب الناس يقتبسون أفكار بعضهم ويعيدون نفس الطرح ولا بأس في ذلك لكن إن لم يُضف الشخص شيئًا من تأمله أو تجربته، فلن يكون للطرح تأثير فعّال أو روح حقيقية.أما أن يخرج شخص بمفهوم جديد نابع من تجربته وتدبره ويشرحه بانسيابية تجعل القارئ يكتشف أو ينفتح على آفاق جديدة للتفكير ، فهذا النوع من الكتابة لا يتقنه إلا من جمع بين التأمل والصدق ، وهي موهبة عظيمة جدًا ، بارك الله فيك .

وخصوصاً في علاقتنا مع ربنا فان الإنسان دائما يبحث عن ذلك الشخص الذي يقرّبه من الله أكثر ويُعزز فيه هذا الشعور، وهنا أستحضر الرجل الذي صلى خلف رسول الله ﷺ وأنشأ دعاء جديد لم يسمعه الرسول ﷺ من قبل وهو " الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه، مبارَكًا عليه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضَى" فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لقدْ ابتَدَرها بِضعةٌ وثَلاثون مَلَكًا أيُّهم يَصعَدُ بها"، أي: يتَسارَعون فيها، كلُّهم يُريدُ أن يَصعَدَ بها إلى اللهِ عزَّ وجلَّ .

وكذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سمع رجلًا يدعو: "اللهم اجعلني من عبادك القليل" فقال له: من أين أتيت بهذا الدعاء؟ فقال الرجل: إن الله سبحانه وتعالى يقول: (وقليل من عبادي الشكور)فبكى وقال : كل الناس أفْقَه منك يا عمر ، اللهم اجعلنا من عبادك القليل " .

وهذا من أثر تربية النبي ﷺ للصحابة وتزكيتهم ومتابعتهم لنهجه ، إذ بسّط لهم الفهم، وفتح لهم أبواب التأمل، حتى بلغوا من صفاء القلوب وعمق التدبر ما جعلهم ينشئون أدعية من صدق معايشتهم لله، تتهافت عليها الملائكة لترفعها إلى السماء. وقد لامستُ هذا المعنى في مفهوم ( النَفَسْ ) الذي ذكرته ، أحببته جدًا ولم اكن اعرفه من قبل .

بارك الله في جهودك ونفع بك وبعلمك وكتب لك أجر ما تزرع من وعي وتأمل …

Expand full comment
ليلى's avatar

ماشاءالله تبارك الرحمن مقال اخر مبهر.

موضوع الوقت موضوع مهم جدًا يجهله الكثير الله المستعان.

لما صار وقتنا لا ينفعنا؟ لأن الوقت لم يعد لله، بل لأهوائنا وشهواتنا. لأنّ ساعاتنا امتلأت بالغفلة، واستُبدلت صحائفُ أعمالنا بتتبع السراب، حتى صار يومنا يُطوى بلا ذكر، وليالينا تنقضي بلا أثر. نحن في زمان تاهت فيه القلوب والعياذ بالله وتزاحمت فيه الفتن، وتكالبت الدنيا على النفوس، حتى صرنا نعيش في آخر الزمان وهذا الزمن الذي قال عنه النبي ﷺ:

“يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ العِلْمُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الفِتَنُ…” فإن لم نُسابق أوقاتنا بالطاعات، سبقتنا الدنيا بالشهوات، وابتلعنا التيه والغفلة. وإن أعظم ما يسلب الإنسان نفع وقته: أن يُفتن بتفاهة الأشياء، ويُؤسر بعبث الشيطان، فيسوقه من شغل إلى شغل، ومن لهو إلى لهو، حتى يصبح يومه هباءً منثورًا.

قال الحسن البصري رحمه الله: “يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يومٌ ذهب بعضُك."

جمله عجيبة لو نتأملها ونضعها امام اعيننا.

ولطالما تعجبت من صلاة النبي ﷺ، وصلاة الصحابة، وصلاة السلف الصالح.

تلك الصلاة التي لم تكن مجرد حركات وسجود، بل مناجاةً تسكب فيها قلوبهم. كانوا يقفون بين يدي الله ساعات، ينسون فيها الدنيا وما فيها، لا يملّون، ولا يستثقلون، بل يجدون فيها راحة لا تضاهيها راحة، وسكينة لا تدانيها سكينة.

كان رضي الله عنه عبد الله بن الزبير إذا قام في الصلاة، كأنه عودٌ من خشية الله، لا يتحرك.

أما اليوم فإن قام أحدنا يُطيل صلاته قليلًا، يُقال عنه متشدد، أو يُتهم بالرياء، أو يُؤذى بعبارات مثل“اخلص علينا خلاص لا تطولها وهي قصيرة ". فيا لله! كيف تحوّلت أطول لحظة قرب إلى لحظة يُستعجل فيها لغرض اللهو والعبث والضياع.

اللهم ارزقنا بركة في الوقت، ونورًا في العمل، وصدقًا في النية،اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

شكرًت لوقتك، واعتذر ان طالت كلماتي واسرفت في البوح 🙏🙏

Expand full comment
39 more comments...

No posts