41 Comments
User's avatar
غَيـداء محمد's avatar

أحسنت وأجدت وأثّرت …

يمكن من الحاجات اللي نفتقدها في مجتمعنا حاليًا هي طريقة توصيل المعلومة ، أو إيجاد أسلوب جديد للتفكّر . ونحن في زمن أصبح كل شي متكرّر وأغلب الناس يقتبسون أفكار بعضهم ويعيدون نفس الطرح ولا بأس في ذلك لكن إن لم يُضف الشخص شيئًا من تأمله أو تجربته، فلن يكون للطرح تأثير فعّال أو روح حقيقية.أما أن يخرج شخص بمفهوم جديد نابع من تجربته وتدبره ويشرحه بانسيابية تجعل القارئ يكتشف أو ينفتح على آفاق جديدة للتفكير ، فهذا النوع من الكتابة لا يتقنه إلا من جمع بين التأمل والصدق ، وهي موهبة عظيمة جدًا ، بارك الله فيك .

وخصوصاً في علاقتنا مع ربنا فان الإنسان دائما يبحث عن ذلك الشخص الذي يقرّبه من الله أكثر ويُعزز فيه هذا الشعور، وهنا أستحضر الرجل الذي صلى خلف رسول الله ﷺ وأنشأ دعاء جديد لم يسمعه الرسول ﷺ من قبل وهو " الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه، مبارَكًا عليه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضَى" فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لقدْ ابتَدَرها بِضعةٌ وثَلاثون مَلَكًا أيُّهم يَصعَدُ بها"، أي: يتَسارَعون فيها، كلُّهم يُريدُ أن يَصعَدَ بها إلى اللهِ عزَّ وجلَّ .

وكذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سمع رجلًا يدعو: "اللهم اجعلني من عبادك القليل" فقال له: من أين أتيت بهذا الدعاء؟ فقال الرجل: إن الله سبحانه وتعالى يقول: (وقليل من عبادي الشكور)فبكى وقال : كل الناس أفْقَه منك يا عمر ، اللهم اجعلنا من عبادك القليل " .

وهذا من أثر تربية النبي ﷺ للصحابة وتزكيتهم ومتابعتهم لنهجه ، إذ بسّط لهم الفهم، وفتح لهم أبواب التأمل، حتى بلغوا من صفاء القلوب وعمق التدبر ما جعلهم ينشئون أدعية من صدق معايشتهم لله، تتهافت عليها الملائكة لترفعها إلى السماء. وقد لامستُ هذا المعنى في مفهوم ( النَفَسْ ) الذي ذكرته ، أحببته جدًا ولم اكن اعرفه من قبل .

بارك الله في جهودك ونفع بك وبعلمك وكتب لك أجر ما تزرع من وعي وتأمل …

Expand full comment
Ashraf Sharaf's avatar

شكراً لكِ على كلامك الطيب والمحفز، ودائماً ماتكون تعليقاتك بمثابة إمتداد للمقال ولا تقل ابداً عن إثراء المقال نفسه ماشاءالله، اسأل الله لكِ التوفيق والسداد دائماً وان يبارك في عقلك وعلمكِ جزاكِ الله خيراً

Expand full comment
ليلى's avatar

ماشاءالله تبارك الرحمن مقال اخر مبهر.

موضوع الوقت موضوع مهم جدًا يجهله الكثير الله المستعان.

لما صار وقتنا لا ينفعنا؟ لأن الوقت لم يعد لله، بل لأهوائنا وشهواتنا. لأنّ ساعاتنا امتلأت بالغفلة، واستُبدلت صحائفُ أعمالنا بتتبع السراب، حتى صار يومنا يُطوى بلا ذكر، وليالينا تنقضي بلا أثر. نحن في زمان تاهت فيه القلوب والعياذ بالله وتزاحمت فيه الفتن، وتكالبت الدنيا على النفوس، حتى صرنا نعيش في آخر الزمان وهذا الزمن الذي قال عنه النبي ﷺ:

“يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ العِلْمُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الفِتَنُ…” فإن لم نُسابق أوقاتنا بالطاعات، سبقتنا الدنيا بالشهوات، وابتلعنا التيه والغفلة. وإن أعظم ما يسلب الإنسان نفع وقته: أن يُفتن بتفاهة الأشياء، ويُؤسر بعبث الشيطان، فيسوقه من شغل إلى شغل، ومن لهو إلى لهو، حتى يصبح يومه هباءً منثورًا.

قال الحسن البصري رحمه الله: “يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يومٌ ذهب بعضُك."

جمله عجيبة لو نتأملها ونضعها امام اعيننا.

ولطالما تعجبت من صلاة النبي ﷺ، وصلاة الصحابة، وصلاة السلف الصالح.

تلك الصلاة التي لم تكن مجرد حركات وسجود، بل مناجاةً تسكب فيها قلوبهم. كانوا يقفون بين يدي الله ساعات، ينسون فيها الدنيا وما فيها، لا يملّون، ولا يستثقلون، بل يجدون فيها راحة لا تضاهيها راحة، وسكينة لا تدانيها سكينة.

كان رضي الله عنه عبد الله بن الزبير إذا قام في الصلاة، كأنه عودٌ من خشية الله، لا يتحرك.

أما اليوم فإن قام أحدنا يُطيل صلاته قليلًا، يُقال عنه متشدد، أو يُتهم بالرياء، أو يُؤذى بعبارات مثل“اخلص علينا خلاص لا تطولها وهي قصيرة ". فيا لله! كيف تحوّلت أطول لحظة قرب إلى لحظة يُستعجل فيها لغرض اللهو والعبث والضياع.

اللهم ارزقنا بركة في الوقت، ونورًا في العمل، وصدقًا في النية،اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

شكرًت لوقتك، واعتذر ان طالت كلماتي واسرفت في البوح 🙏🙏

Expand full comment
Ashraf Sharaf's avatar

احسنتِ بارك الله فيكِ وفي علمكِ دائماً مايكون تعليقك بمثابة درس ومقال مثري لا يقل عن المقال نفسه ماشاءالله، من تعليقك تذكرت قصة سيدنا عروة بن الزبير وهو من أحد كبار التابعين اعطى للأمة درساً في الخشوع وفي الصبر على قضاء الله وقدره وقصته كما يلي:

في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك طلب الخليفة من عروة زيارته في دمشق مقر الخلافة الأموية آنذاك، فتجهز عروة للسفر وأخذ أحد أولاده معه وتوجه إلى الشام، وفي الطريق أصيب بمرض في رجله وأخذ المرض يشتد عليه ويشتد حتى أنه دخل دمشق محمولاً بعد أن لم تعد لديه القدرة على المشي.

انزعج الخليفة حينما رأى ضيفه يدخل عليه بهذه الصورة فجمع له أمهر الأطباء لمعالجته، فاجتمع الأطباء وقرروا أن به مرض الأكل (تسمى في عصرنا الحالي الغرغرينا) وليس هناك من علاج الا أن يتم بتر رجله من الساق.

فحزن لذلك الخليفة واغتم ولسان حاله يقول: كيف يخرج ضيفي من عند أهله بصحة وعافية وأعيده لهم أعرج؟ ولكن الأطباء أكدوا أنه لا علاج له إلا ذلك وإلا سَرَت إلى جسمه وقتله لأنها بكتيريا وتعفن، فأخبر الخليفة عروة بقرار الأطباء. فقال عروة: اللهم لك الحمد.

فاجتمع الأطباء على عروة وقالوا له: اشرب كأسًا من الخمر حتى تفقد شعورك. فأبى مستنكرًا ذلك وقال: كيف أشربها وقد حرمها الله في كتابه؟! ولكن دعوني أصلي فإذا سجدت فأخشع في الصلاة فشأنكم وتما تريدون اي افعلوا ما بدا لكم.

وبالفعل قام يصلي وتركوه حتى سجد. فكشفوا عن ساقه ثم قطعوها وفصلوها عن جسده وهو ساجد لم يحرك ساكنًا من شدة خشوعه وكان الدم ينزف بغزارة فأحضروا زيتًا مغليًا وسكبوه على ساقه ليقف النزيف فلم يحتمل عروة حرارة الزيت فأغمي عليه.

وفي هذه الأثناء أتى الخبر من خارج القصر أن ابن عروة كان في اسطبل الخليفة يشاهد الخيول فرفسه أحد الخيول فقضى عليه.

فاغتم الخليفة من هذه الأحداث المتتابعة على ضيفه، واحتار كيف يوصل له الخبر المؤلم عن موت أحب أبنائه إليه فلما أفاق عروة، اقترب منه الخليفة وقال له: أحسن الله عزاءك في ابنك، وأحسن الله عزائك في رِجلك.

فقال عروة كلمات سطرها التاريخ وكانت بمثابة درس للأمة بل كلمات حق لها أن تُكتب بمداد من ذهب قال: اللهم لك الحمد، وإنا لله وإنا إليه راجعون أعطاني سبعة أبناء وأخذ واحدًا، وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحدًا، وإن ابتلى فطالما عافى، وإن أخذ فطالما أعطى فله الحمد على ذلك كثيرًا.

ثم قدموا له قدمه المبتورة فقال: إن الله عز وجل يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم.

جزاكِ الله خيراً على إضافتك الدائمة للمقال دمتِ مُباركةً، واعذرينا أنتِ إن قصّرنا في الرد على هذا التعليق المثري.

Expand full comment
ليلى's avatar

ماشاءالله تبارك الرحمن، نعم والله عجبا لهذا الدخول، دخولُ الضعيف على القوي، دخول الذليل على العلي،يدخل العبدُ في صلاته متجردًا من حوله وقوّته، مقبلًا على مالك المُلك بانكسار.

صدقًا ان الصلاة لغة الارواح لا يعلمها الى من فقه حقيقتها، ولا يتذوق لذّتها إلا من عرف من يقف بين يديه.

بارك الله فيك

Expand full comment
المرمر's avatar

لم أقرأ يوما كتاب تنمية بشرية وأفادني ،بل لا أظنني يوماً أنهيت واحداً من قلة منطقه،وابتعاد نصائحه عن الدين والحياة الاجتماعية الحق، إلا أن هذه السلسلة وهذا المقال بالذات فتح بصيرتي وأنار عقلي وأجابني عن مئات الأسئلة ، أشكرك جداً ،وأدعو الله أن يوفقني للعمل بما كتبت

Expand full comment
Ashraf Sharaf's avatar

جزاكِ الله خيراً اسأل الله ان يوفقك و يسدد خطاكِ

Expand full comment
Nourhene_lb's avatar

أول مرّة أفكّر في الزمن من هذه الزاوية، بارك الله فيك على تنبيهنا لهذا المفهوم و عدم احتفاظك به لنفسك فقط، أحببت خارطة المقال بشكل لا يوصف، لا أقصد بها الخارطة التي رسمتها إنما المسار الذي تنقلت فيه من موضوع إلى آخر، لطالما أُعجبت بالقادرين على ربط المواضيع بهذا الشكل، شكرا.

Expand full comment
بُشْرَى's avatar

في حياتي كلها لم تمر علي مقاله بهذا الاسلوب المدهش! اسأل العظيم ان يبارك لك بعلمك وطريقتك في تثبيت المعلومات في مختلف العقول! استمر

Expand full comment
Ashraf Sharaf's avatar

بارك الله في عمرك شكراً لك

Expand full comment
Aisha's avatar

عجزت أناملي عن وصف هذا المقال الثري بأفكاره و عن وصفك و تميزك الدائم. توقفت طويلاً عند فكرة اعتبار النفس وحدة للزمن بدل الدقائق، وشعرت بأن لكل لحظة وزنًا ومعنى، شكرا لك على كل ما تقدمه، و دائما ما اتعلم منك شيئا جديدا، ممتنة جدًا لوجود اشخاص مثلك و لروحك الإيجابية. و أشكرك على دعمك المستمر، فما تكفيه الكلمات لتصف مدى امتنانِي لك، أسعدتني🤍

Expand full comment
Ashraf Sharaf's avatar

شكراً عائشة على تشجيعك الدائم، وأحثكِ دائماً على التطوير من موهبتك وإبداعك على امل إن شاءالله اعمالك تتوفر للإقتناء في المستقبل، وانا اول الداعمين بإذن الله لهذه الاعمال الابداعية

Expand full comment
Aisha's avatar

كلامك حفزني جدًا، شكرًا من قلبي

Expand full comment
Nemoo's avatar

في مواعيد معينه لنزول الاجزاء الباقيه؟

Expand full comment
Ashraf Sharaf's avatar

خلال هذا الاسبوع بمشيئة الله

Expand full comment
فَــآطِــم (أُمُّ لُـجَـيّ)'s avatar

جزاك الله كل خير

Expand full comment
siha; aouimeur's avatar

هايل

Expand full comment
محمد's avatar

بارك الله فيك مقال اكتر من رائع اسأل من العلي القدير ان يوفقك و يوفقنا لما فيه خير و يرضاه قلما اصادف متل هذه المقالات التي فيها من العلم الكثير الممزوج بواقع التجربة إستمر و انت في قرارة نفسك تذكر قوله عزوجل {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }

Expand full comment
✨رَغَدْ✨'s avatar

يعني بصراحه تحفههه وحدة قياس الوقت بالنفس حاجه اول مره اسمع عنها هذه المقاله تستحق كل نفس اتخذته في قرائتها

Expand full comment
Amani's avatar

مقال اخر رائع شكراً✨

Expand full comment
Rawan's avatar

ما شاء الله، مقال رائع جدًا!

عندي سؤال لو سمحت: ذكرتَ الذكاء العاطفي في بداية المقال، وأنا مهتمة كثيرًا بهذا الموضوع. هل يمكنك اقتراح كتب تساعدني على فهمه بشكل أعمق.

Expand full comment
Ashraf Sharaf's avatar

بصراحة لااعرف كتب عن هذه السمة ولكن لا اظن انها تُكتسب عن طريق الكتب، تُكتسب اكثر عن طريق التعامل مع مختلف انواع البشر، كل ما تعرضتي لصدمة او خيبة امل او اي نوع من المشاعر حتى ان كان حلواً، ومن ثم اظن تُكتسب اكثر عن طريق فهم سلوك النفس البشرية وايضاً هذا عن طريق الاحتكاك بالناس وملاحظة التدرج في تصرفاتهم بشكل او اخر كل انسان له سلوك مختلف

Expand full comment
..عَلياء فِي عُلا دائمًا's avatar

ماشاء الله يا اشرف على مقالاتك وتفكيرك وسعة معرفتك , اطمح بأن اكون ما انت عليه الان من المعرفة وسعة الافكار وانت تساعدنا على ذلك من خلال مقالاتك وهذه السلسلة المثمرة. اعلم بأن لك اجرا على كل كلمة وكل علم نتعلمه ننتفع به وننفع الاخرين به ايضا!,هنيئا لك وجزاك الله الجنة ورفعك الى اسمى مراتب الدين والعلم.

Expand full comment
Miss Flower's avatar

مقال رائع و ثمين و سأقرأه عدة مرات فيما بعد

ارغب حقا في سؤالك عن قائمة الكتب التي قرأتها لأستفيد منها أيضا

Expand full comment
Ashraf Sharaf's avatar

ما تصنيف الكتب التي تحبين قرائتها كي ارشحلك ؟

Expand full comment
Miss Flower's avatar

ممتنة لردك! في الواقع لا تصنيف مفضل المهم ان تكون بالعربية وحسب

جزاك الله خيرا

Expand full comment
Ashraf Sharaf's avatar

لا يوجد ترتيب معين ولكن سأكتب لكِ ما أراه مميزاً في وجهة نظري

- نجيب محفوظ ( بين القصرين- الحرافيش- حضرة المحترم- قصر الشوق- السكرية)

- غسان كنفاني ( رجال في الشمس)

- الطيب صالح ( موسم الهجرة الى الشمال)

- يوسف زيدان ( عزازيل)

- محمد شكري ( الخبز الحافي)

- عبدالرحمن شكري ( حديث ابليس)

Expand full comment
A038482's avatar

هل ممكن ان ترشح لي كتب في مجال الطب زي الامراض واخخ وعن كتب التاريخ

Expand full comment
رند's avatar

سلمت أناملك، مقالٌ قيِّم ومفهوم قياس الوقت في ديننا الحنيف غائب عن تصوراتنا بل لم أسمع به من قبل!.

إلا أنني قبل مدة تأملت الدعاء : "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا."

وفي تلك الفترة كنت أعاني من خواء المعنى فعلًا فكان هذا الدعاء ملاذي، وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بهذه الثلاث ركائز وأن نستفتح يومنا بها مستعينين بالله عزوجل في طلبها.

إلا أن مقالك فتح لي أبواب أخرى فعندما وجدت المعنى لم أربط بينهم وبين النية حقيقة، فرأيت طلب الرزق باب وطلب العلم باب والعمل الصالح باب لوحده... وسرعان ما فترت الهمة، وتوقفت عن بعض الأمور، فما زلت في السطح ولم أصل لجذر الفكرة بعد، ومقالك ذكرني بمعاني أسمى كانت غائبة.

عسى أن نعمل بما تعلمنا ونفع الله بك وبعلمك.

Expand full comment
Ashraf Sharaf's avatar

شكراً لكِ على كلامك الطيب والمثري اسأل الله أن يرزقكِ علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً

Expand full comment