Discussion about this post

User's avatar
ليلى's avatar

بارك الله فيك أخي أشرف، ونفع بك الأمة، مقال آخر رائع

وقد شدتني هذه جملة لطالما خنقتني كلما سمعتها، لما تحمله من جهلٍ صريح، بل من الجهل ما يُنسب زورًا إلى الحكمة! إنّا والله نعيش في أمة باتت تُقدس الجهل، وتنعى به، بل وتُروج لفوائده، حتى أصبح الجهل يُقدم في بعض المجالس على أنه نوع من السلام الداخلي أو البساطة، والله المستعان.

فالجهل، كما قلت، لا يُقاس بكمية الفراغ في الرأس، بل بما يظنه المرء يقينًا أنه علم، وهو في الحقيقة وهم لا فائدة فيه.

نعم، الجهل هو أن تعيش في ظلمات تحسبها نورا. وما الجحيم إلا أن يغرق الإنسان في ظلمات لا يخرج منها لأنه مقتنع تمامًا أن لا ظلام حوله

ولعل من أبلغ ما يؤكد ما ذكرته، أن الله سبحانه وتعالى قد عظّم شأن العلم وأهله، فقال جل جلاله:

﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾

فبالعلم النافع، يرفعنا الله في الدنيا، ويرفع درجاتنا في الآخرة.

وقد شرفنا الله عز وجل وميزنا عن كثير من خلقه بأن جعلنا أولو الألباب، أي أصحاب العقول الواعية، التي لا تكتفي بالموروث، بل تتفكر وتتدبر وتسأل.

قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾

فالتفكر سمة المؤمن، والجمود ليس من صفات العارفين بالله، ولا من أخلاق الموقنين به.

العلم هو النور الذي يُخرج الإنسان من ظلمات الوهم، وهو الفارق الحقيقي بين من يعيش حياةً بصيرة، وبين من يتخبط في الظلام وهو يظنه هدى.

وفي قولك: "الذي لا يعلم قد يتعلم، أما من توهّم أنه يعلم، فقد أغلق على نفسه أبواب التعلّم".

نعم تلك هي خلاصة مأساة هذا العصر, حين يُخلط بين النور والظلمة، وبين الصدى والصوت، وتُقدم الأوهام على أنها معرفة. الله المستعان

اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم، وأكرمنا بنور الفهم، وافتح علينا بمعرفة العلم، وحسّن أخلاقنا بالحِلم، وسهّل لنا أبواب فضلك، يا أرحم الراحمين.

Expand full comment
غَيـداء محمد's avatar

‎مقال رائع اللهم بارك ، زادك الله علمًا ونفع بك. والحقيقة أن أي علم لا يُعيدك إلى الله عز وجل، فهو علم لا يُعوَّل عليه، لأن الحكمة تقتضي أن يقودك كل علم إلى إدراك عظمة الله في هذا الكون. إذا سمحت لي، لديّ تساؤل بسيط ورد في الحديث الشريف (من كتم علمًا ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)، فهل المقصود هنا هو العلم الشرعي فقط، أم يشمل سائر العلوم التي تنفع الناس؟ وكيف للإنسان أن يُوفَّق لنشر العلم دون أن يقع في دائرة الغرور؟ خصوصًا أن الثقة بالنفس قد تكون من تمام التوكل على الله، ومن الشعور بأنك إنما تنشر ما علمك الله إياه لنفع الناس، لا للتفاخر أو الاستعلاء من باب شكر النعمة . أحيانًا، يقع الإنسان في فخّ التقليل من نفسه حتى لا يُتهم بالغرور، فيمتنع عن الرد أو تصحيح المفاهيم الخاطئة، رغم أن التبيين والنصيحة قد تكون سببًا في هداية أحدهم أو تصحيح خطأ في نفسه. وقد لاحظنا في هذا الزمن أن الجاهل (ولا أستثني نفسي )يتكلم بثقة وفخر، بينما العالِم يتردد من باب التواضع، وربما خشية من أن يُفهم كلامه على غير وجهه، أو يُحسب عليه ، فهل ترى أن انتشار الجهل والمفاهيم المغلوطة له علاقة بصمت أهل العلم والمثقفين؟ وهل يرتبط ذلك بضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

‎أيضًا؟

Expand full comment
19 more comments...

No posts