Discussion about this post

User's avatar
🌟حبيبة's avatar

حنين عابر

في يومٍ خريفي مثقل بالحنين والألم، قررت أن أستقل قطار الأنفاق في عودتي إلى المنزل.

لا أريد أن أرى شيئًا يذكّرني بك: لا الشوارع، ولا أوراق الأشجار المتساقطة، ولا غيوم السماء المتكدسة.

كان السكون يخيم على العالم من حولي، وظننت أنني لن أفكّر وسط الضجيج والزحام، لكن فراغ المحطة كان أثقل من الزحام، والمقاعد الخالية تشبه انتظار روحي المعلّقة كمعاطف الشتاء.

كأول شتاءٍ سرق من شوقي دفءَ الأيام.

بكيت بشدة حين غمرني هذا الهدوء في الأرجاء، خانتني دموعي وسط ضجيج أفكاري، وشعرت كم أنا مثقلة بحنينٍ للقياك.

Expand full comment
الزّهراء's avatar

تبادَر إلى ذهني وصف حين رأيت المشهد في الصّورة الأولى!

سكن اللّيلُ روح المدينة،و كانت أضواء مع صوت ضحكاتٍ بريئة تنبع من وسطها ،نعم إنّها مدينة الملاهي ،وجهة من أراد الترفيه عن أطفاله و من أراد فصل نفسه عن دوامة الحياة و أحزانه حتّى و لو لفترة وجيزة ،لكنّ عقلي لا يبرح أن يجعل لكل مشهدٍ قصّة ،ما شدّ انتباهي كان لعبة الاحصنة الدوّارة ،بالتحديد ألهمني ما كان حولها من مشاعرَ مختلفة ،فزوجان فرحان بمرح ابنهما يشاهدانه بكلّ امتنان، و أمّ وحيدةٌ خائفة على ابنتها من السّقوط فأثار خوفها عجبي، رغم بساطة اللّعبة لماذا كانت تبالغ في القلق، ألماضيها دخل في ذلك ،أم ربّما وحدتها!كانت عيناي تبحثان عن مشهدٍ آخر بكلّ لهفة و كأنّي أنتظر أن أرى بضعاً منّي فيه!وجدته ،كان شاباً يقف واضعاف يديه في جيوبه، الناظر إليه يعلم أنّ ليس له أحدٌ يراقبه في اللّعبة غير نفسه و كأنه مع كلّ دوران كان يتساءل فيمَ أمضَ سنواته ،بل أين هو من السنوات ،و كأنّ دوران الأفكار في عقله لم يكِفِه فزادته اللّعبة عبئاً و ألماً ،رغم سكون شفتيه إلا أننّي كنت أراه لا يزال يتساءل قائلا "أين أنا ،و أين وجهتي؟

Expand full comment
20 more comments...

No posts