في يومٍ خريفي مثقل بالحنين والألم، قررت أن أستقل قطار الأنفاق في عودتي إلى المنزل.
لا أريد أن أرى شيئًا يذكّرني بك: لا الشوارع، ولا أوراق الأشجار المتساقطة، ولا غيوم السماء المتكدسة.
كان السكون يخيم على العالم من حولي، وظننت أنني لن أفكّر وسط الضجيج والزحام، لكن فراغ المحطة كان أثقل من الزحام، والمقاعد الخالية تشبه انتظار روحي المعلّقة كمعاطف الشتاء.
كأول شتاءٍ سرق من شوقي دفءَ الأيام.
بكيت بشدة حين غمرني هذا الهدوء في الأرجاء، خانتني دموعي وسط ضجيج أفكاري، وشعرت كم أنا مثقلة بحنينٍ للقياك.
تبادَر إلى ذهني وصف حين رأيت المشهد في الصّورة الأولى!
سكن اللّيلُ روح المدينة،و كانت أضواء مع صوت ضحكاتٍ بريئة تنبع من وسطها ،نعم إنّها مدينة الملاهي ،وجهة من أراد الترفيه عن أطفاله و من أراد فصل نفسه عن دوامة الحياة و أحزانه حتّى و لو لفترة وجيزة ،لكنّ عقلي لا يبرح أن يجعل لكل مشهدٍ قصّة ،ما شدّ انتباهي كان لعبة الاحصنة الدوّارة ،بالتحديد ألهمني ما كان حولها من مشاعرَ مختلفة ،فزوجان فرحان بمرح ابنهما يشاهدانه بكلّ امتنان، و أمّ وحيدةٌ خائفة على ابنتها من السّقوط فأثار خوفها عجبي، رغم بساطة اللّعبة لماذا كانت تبالغ في القلق، ألماضيها دخل في ذلك ،أم ربّما وحدتها!كانت عيناي تبحثان عن مشهدٍ آخر بكلّ لهفة و كأنّي أنتظر أن أرى بضعاً منّي فيه!وجدته ،كان شاباً يقف واضعاف يديه في جيوبه، الناظر إليه يعلم أنّ ليس له أحدٌ يراقبه في اللّعبة غير نفسه و كأنه مع كلّ دوران كان يتساءل فيمَ أمضَ سنواته ،بل أين هو من السنوات ،و كأنّ دوران الأفكار في عقله لم يكِفِه فزادته اللّعبة عبئاً و ألماً ،رغم سكون شفتيه إلا أننّي كنت أراه لا يزال يتساءل قائلا "أين أنا ،و أين وجهتي؟
ماشاءالله من أجمل مقالاتك يا أشرف أبدعت جدًااا🤍👏🏻الكتابة نوع من العلاج النفسي، بترتب الفوضى اللي جوانا وبتكشف جوانب في شخصياتنا، ويمكن عشان كدا عندي شغف خاص بالدفاتر بردو، بحس إن اختيارها طقس مقدس للكتابة. ومؤخرًا جربت أعمل دفتر كامل بإيدي من الريزن، صممت الغلاف و قصيت الورق والتجربة كانت مختلفة تمامًا عن أي دفتر جاهز. يمكن يكون أبسط، لكنه هيفضل الأقرب لقلبي.
وسط هدوء الليل وظلامه كانت تلك اللعبه تعج بالضجيج ، وتشع نورا وسط الظلام ، فكانت مثل الشعله وسط طريق مظلم ، والحياه وسط اللاحياه ، تتهادي الي مسامعي صوت ضحكات وصراخ معا ، فبعض الاطفال يستمتع بالعبه والبعض الآخر يصرخ خوفا ، ذكرني الامر بالنفس البشريه وانه لربما مررنا بنفس التجربه ولكن كل يرها ويتفاعل معها بشكل مختلف تماما ، بل وربما متناقض ، فقد يبكيني ما يضحكك ، لذلك عندما يشاركك احد ألمه لاتحكم من زاويتك انت ، بل انظر من زاويته هو وقتها ستري ما يري وتشعر بما يشعر، فستتفهمه
صحيح كثير من المتابعين عندي إناث، ويمكن هذا بسبب أن الإناث غالبًا عندهم شجاعة أكبر في مشاركة مشاعرهن والبحث عن نصوص قريبة منها. لكن عموماً التعبير عن المشاعر ليس غريب عن الرجال ابداً. الأدب والفكر دائمًا انعكاس للإنسان أولًا، قبل أي تصنيف ثان
اشكرك على مقالاتك التي غيرت مني شخصياً وخلتني يكون عندي دافع اتنفس من خلاله
من الاشياء الي كنت اريد تطوريرها والي هو الكتابة كنت دائما استصعبها حتى لا استطيع ملء صفحة كاملة وان كتبت تكون افكاري دائما متشابها لاتمتلك اي معنى للابتكار و المشاعر
بالنسبة لي، يأتي هذه المقال تمامًا في وقته المناسب. أحببت الكتابة منذ صغري، وشعرت من خلال محاولاتي القليلة الفاشلة أنها علاج لروحي وسحر يفرغ من خلاله قلبي المشاعر المثقل بها. ولكن يا الله كم أشعر مؤخرا بالحاجة الشديدة لإمساك قلم وإفراغ إعصار المشاعر الذي يجتاحني في كل مرة أقرأ فيها خبر أو قصة عن مآسي وطننا العربي. لكن للأسف إقتصرت قدرتي في الكتابة على التحرير الصحفي وصياغة الأخبار الباردة ولم أشعر أنني قادرة على ممارسة الكتابة كعلاج لروحي. مقالك أعطاني الأمل بأني ربما بالتدريب والممارسة سأتمكن من صب مشاعري وأفكاري على الورق. شكرًا، أنتظر المقال القادم بفارغ الصبر.
ثابتة في عتمة الليل،في زاوية اعتبرها مكاني.أسمع طلقات ضحكات مرحه تتفلت من أفواهٍ نقية، تلمع البراءة على أساريرها،فهم ليسوا أطفالاً جالسين على مقعد يدور بهم وهم في أقصى مراحل السعادة الآن وكأنهم مالكين الدنيا ويدورون هم بها.في نظرة عيني هم فصول حياتي المارة أمامي،فأنا آتي كل يومٍ هنا لأراى نفسي إذ أنعكاسي صار سرابًا.أقف أنا مكاني في هذا الركن حالك الظلمة،فكتابي الذي كان ممتلئًا بسطور تحمل في ثناياها البهجة والحب ؛يشع نوراً يكفي ليُضيء ظلام السماء أصبح الآن عاتماً حين فقدت نفسي.
فأُشاهد طفلاً طفلاً كأنما أُشاهد نفسي وأنا في مقتبل عمري،فتاة مهندمة وطفلة لطيفة ،خفيفة الظل،طفيفة الروح،طيبة الأثر،أعرف معنى الابتسامة واقبض عليها كما لو انها كنز وروح الابتسامة الحقيقية كانت هي المفتاح.وأنا أيضاً أُشاهد نفسي هناك وأنا في منتصف العمر أفقد كنزي ومفتاحي وأُدرك أن أيضاً للورد شوكاً.ولكن أين أنا وأنا الشابه الطموحة، المقبلة على تغير الكون بريبته؟
إنه في الواقع هي هنا؛محصورة في هذه الزاوية في الركن الساكن مختبأه داخل الظلام وحتى لا ترى الورد لترى الشوك لترى ما فيها من الجمال وما فيها من قُبح فهي لا ترى أن لها وجود،فأنا أنظر للمرآة فلا أرى انعكاساً إلا لظل كان ولم يكن الآن،ظل لإنسانة كانت شعلة تنير سوداء الليل ونجمة تجمل سماء النهار وروح تسكن الحياة.
واليوم أنا كالظل لروح افتقدها وافتقد كوني أنها كانت أنا.
حنين عابر
في يومٍ خريفي مثقل بالحنين والألم، قررت أن أستقل قطار الأنفاق في عودتي إلى المنزل.
لا أريد أن أرى شيئًا يذكّرني بك: لا الشوارع، ولا أوراق الأشجار المتساقطة، ولا غيوم السماء المتكدسة.
كان السكون يخيم على العالم من حولي، وظننت أنني لن أفكّر وسط الضجيج والزحام، لكن فراغ المحطة كان أثقل من الزحام، والمقاعد الخالية تشبه انتظار روحي المعلّقة كمعاطف الشتاء.
كأول شتاءٍ سرق من شوقي دفءَ الأيام.
بكيت بشدة حين غمرني هذا الهدوء في الأرجاء، خانتني دموعي وسط ضجيج أفكاري، وشعرت كم أنا مثقلة بحنينٍ للقياك.
تبادَر إلى ذهني وصف حين رأيت المشهد في الصّورة الأولى!
سكن اللّيلُ روح المدينة،و كانت أضواء مع صوت ضحكاتٍ بريئة تنبع من وسطها ،نعم إنّها مدينة الملاهي ،وجهة من أراد الترفيه عن أطفاله و من أراد فصل نفسه عن دوامة الحياة و أحزانه حتّى و لو لفترة وجيزة ،لكنّ عقلي لا يبرح أن يجعل لكل مشهدٍ قصّة ،ما شدّ انتباهي كان لعبة الاحصنة الدوّارة ،بالتحديد ألهمني ما كان حولها من مشاعرَ مختلفة ،فزوجان فرحان بمرح ابنهما يشاهدانه بكلّ امتنان، و أمّ وحيدةٌ خائفة على ابنتها من السّقوط فأثار خوفها عجبي، رغم بساطة اللّعبة لماذا كانت تبالغ في القلق، ألماضيها دخل في ذلك ،أم ربّما وحدتها!كانت عيناي تبحثان عن مشهدٍ آخر بكلّ لهفة و كأنّي أنتظر أن أرى بضعاً منّي فيه!وجدته ،كان شاباً يقف واضعاف يديه في جيوبه، الناظر إليه يعلم أنّ ليس له أحدٌ يراقبه في اللّعبة غير نفسه و كأنه مع كلّ دوران كان يتساءل فيمَ أمضَ سنواته ،بل أين هو من السنوات ،و كأنّ دوران الأفكار في عقله لم يكِفِه فزادته اللّعبة عبئاً و ألماً ،رغم سكون شفتيه إلا أننّي كنت أراه لا يزال يتساءل قائلا "أين أنا ،و أين وجهتي؟
جميل جداً ماكتبتِ ماشاءالله احسنتِ
شكرااا🌼
متى بينزل المقال الثاني من السلسله ؟
في مرحلة المراجعة بإذن الله هذه اليومين
ماشاءالله من أجمل مقالاتك يا أشرف أبدعت جدًااا🤍👏🏻الكتابة نوع من العلاج النفسي، بترتب الفوضى اللي جوانا وبتكشف جوانب في شخصياتنا، ويمكن عشان كدا عندي شغف خاص بالدفاتر بردو، بحس إن اختيارها طقس مقدس للكتابة. ومؤخرًا جربت أعمل دفتر كامل بإيدي من الريزن، صممت الغلاف و قصيت الورق والتجربة كانت مختلفة تمامًا عن أي دفتر جاهز. يمكن يكون أبسط، لكنه هيفضل الأقرب لقلبي.
شكرًا على المقال الأكثر من رائع استمر🤍
فكرة دفتر بالريزن فكرة مبدعة ماشاءالله اتمنى مشاركتها للجميع بحيث الكل ممكن يتعلم هذه المهارة. شكراً لكِ دائماً عائشة على تحفيزك المستمر
شكراً لك. جزاك الله خيراً
الصوره ١
وسط هدوء الليل وظلامه كانت تلك اللعبه تعج بالضجيج ، وتشع نورا وسط الظلام ، فكانت مثل الشعله وسط طريق مظلم ، والحياه وسط اللاحياه ، تتهادي الي مسامعي صوت ضحكات وصراخ معا ، فبعض الاطفال يستمتع بالعبه والبعض الآخر يصرخ خوفا ، ذكرني الامر بالنفس البشريه وانه لربما مررنا بنفس التجربه ولكن كل يرها ويتفاعل معها بشكل مختلف تماما ، بل وربما متناقض ، فقد يبكيني ما يضحكك ، لذلك عندما يشاركك احد ألمه لاتحكم من زاويتك انت ، بل انظر من زاويته هو وقتها ستري ما يري وتشعر بما يشعر، فستتفهمه
لاحظت أن أغلب جمهورك نسوي هل الكتابة و التعبير عن المشاعر غريبة عن اارجال ؟
صحيح كثير من المتابعين عندي إناث، ويمكن هذا بسبب أن الإناث غالبًا عندهم شجاعة أكبر في مشاركة مشاعرهن والبحث عن نصوص قريبة منها. لكن عموماً التعبير عن المشاعر ليس غريب عن الرجال ابداً. الأدب والفكر دائمًا انعكاس للإنسان أولًا، قبل أي تصنيف ثان
اشكرك على مقالاتك التي غيرت مني شخصياً وخلتني يكون عندي دافع اتنفس من خلاله
من الاشياء الي كنت اريد تطوريرها والي هو الكتابة كنت دائما استصعبها حتى لا استطيع ملء صفحة كاملة وان كتبت تكون افكاري دائما متشابها لاتمتلك اي معنى للابتكار و المشاعر
كل شر قد ينتهي مع بداية صباح
حبيت التعبير هنا
بالنسبة لي، يأتي هذه المقال تمامًا في وقته المناسب. أحببت الكتابة منذ صغري، وشعرت من خلال محاولاتي القليلة الفاشلة أنها علاج لروحي وسحر يفرغ من خلاله قلبي المشاعر المثقل بها. ولكن يا الله كم أشعر مؤخرا بالحاجة الشديدة لإمساك قلم وإفراغ إعصار المشاعر الذي يجتاحني في كل مرة أقرأ فيها خبر أو قصة عن مآسي وطننا العربي. لكن للأسف إقتصرت قدرتي في الكتابة على التحرير الصحفي وصياغة الأخبار الباردة ولم أشعر أنني قادرة على ممارسة الكتابة كعلاج لروحي. مقالك أعطاني الأمل بأني ربما بالتدريب والممارسة سأتمكن من صب مشاعري وأفكاري على الورق. شكرًا، أنتظر المقال القادم بفارغ الصبر.
مُقدِّمة وبداية جميلة لسلسة مُوَّفقة بإذن الله..
تملَّكتني حماسة الكتابةِ للصورةِ الأولى :) !
ولمْ أصفْ تمامًا ما رأيت، بل ما خُيِّل لي في خِضمِّ تِلك الحَماسة.. شُكرًا لإشعالِها!
-
جَلستُ على كُرسيٍّ خشبي، قُبالةَ لعبةِ دوَّامةِ الأحصنة أخرجتُ قلمي آمِلةً أن أجِدَ ما يُشبهني هذهِ المرّة!
لَمَحْتُ عينيّ امرأةٍ تَقِفُ منتصبةً واضعةً كفّيها في جُيوبِ معطفِها ، تساءلتُ كم من أسًى ولوعاتٍ تحمِلُ تِلك الأعين! لمْ يكن في وسعي أنْ أُشبِّهَ ما رأيتَهُ بشيءٍ ممّا شهِدتُه من مآسي الحياة، وعجيبٌ أنّها تتبسَّمُ ناظرةً للأطفالِ ..آنذاك وكأنّما نَحيبُها تردَّد بداخلي ، فتبدّدتْ أفكاري منصتةً لعُمقِهِ ، وَعيتُ أنَّهُ عَويلٌ خَفيٍّ لأمٍ ثَكلى ، أَثَرَهُ تبعثرتُ ولمْ أزل ألملمُ نفسي بكتابةِ ما حَدث ، حتّى أفلتت الكلماتُ يديّ بلا هوادة وهَبَّتْ نَسمةُ هواءٍ حرّكت صفحات دفتري مصدرةً حفيفًا خفيفًا وَسَط تَعالي أصوات الألعاب.
مرَّ زمنٌ طويلٌ على جُلوسي هذا ، كتبتُ بِهِ شتّى المَشاعرِ بَينَ لَهفةِ رُوحِ الطِفلِ، وبهجة عائلةٍ وترابُطها وتعاسةَ أخرى وتَشتُتها ، وحَماسةِ أمٍُّ تُراقِبُ طِفلها واشتياقِ ثَكلى، وبالطَّبعِ نسمات الرِّيح العابِرة بكلِّ ما تحمِلُهُ من معانٍ ..بدأ المكانُ يَخلو فاقِدًا أُنسَهُ، مُكتسِبًا هُدوءًا مُوحِشًا ..
فضجيجُ الأطفالِ كان سَكينةً تُبَثُّ في كُلِّ زاوية..
نَهضتُ لأقِف بِالقربِ من اللُّعبة وبجانبي زَوجينِ بِقُربهم عَربةَ ابنهم الرَّضيع، يتأملانِ الأطفال القلائِل في اللُعبة بتهللٍ..
تَبسَّمتُ ماضيةً لأخرُج ، مليئةً لا خاليةَ الوفاض، لكِنْ بِلا تَحقُّقِ الأمل!
جزاك الله خيرا يا أخي لقد أعدت لي شغف الكتابة.
أحببت هذا المقال جدًا، من الجميل أنّك أضفت كلامًا عن ذاتك في البداية، استمتعت بكلّ كلمة!
https://substack.com/@onlyyara?r=6ofvq7&utm_medium=ios
أمشي وحيدًا في صحراء واسعة بلا علامة،
ولا ظل ولا دليل، فقط خطواتي التي تذوب في الرمل.
،كل حبة رمل حيرة صغيرة
وكأن الأرض ابتلعت كل الدروب، ولم يبقَ إلا
.هذا الفراغ الممتد بلا نهاية
خطواتي تترك آثارًا على الرمال، لكن الريح تمحوها قبل أن ألتفت إليها
"كأنها تهمس لي: "لا جدوى من التمسك بما مضى
أبحث عن واحة لا أعلم إن كانت موجودة، أم أنها
.مجرد سراب صنعه عطشي
،الحيرة ليست سؤالًا في ذهني، بل ثقل في صدري
،كأن كل قرار بابًا خلفه ألف بابٍ آخر
.طرقت كثيرًاحتى تعبت يداي من الطرق
،الشمس فوق رأسي تحاصرني بحرارتها
تذيب ملامحي، وتشققن شفتاي، وتثقل جفني
وتدفعني للتساؤل: هل أنا أسير أم مجرد سراب يتحرك في الفراغ؟
كل اتجاه يشبه الآخر كل طريق يفضي إلى لا شيء
،الوحدة تأتي كل ليلة وكأنها تريد مرافقتي
،تحتضنني كأم عطوفة، وأحيانًا تخنقني
.كظل لا يتركني تعرف أنني لا أملك غيرها
في الليل، يبرد الرمل تحت قدمي كأنه قلب تخلى عني
،أجلس على كثيب مرتفع وأراقب السماء
أبواب كثيرة تدعوني ولكن كل باب يتركني في حيرتي
.كل شيء أصبح موحشًا
.لا شيء يروي ظمأ وحدتي في ذلك المكان
هنا، في هذا الفراغ الكبير، أتعلم أن الوحدة ليست عدوة، بل معلمة قاسية
،تعلمني كيف أسمع أنفاسي
،كيف أنصت لارتجاف قلبي
وكيف أبحث عن الضوء في داخلي بدلًا من الركض خلف السراب
وفي لحظة صمت... أرفع بصري فأرى نجمة صغيرة ترتجف في السماء
أضحك بمرارة وأقول لها: "لا تقلقي، أنا أيضًا أرتجف مثلك لكننا على الأقل، لم ننطفئ بعد
في محاولة وصف الصورة الأولى
اتمنى رأيك بكل وضوح🤍
العالم يدور حولي،وأنا لا اُحرك التيار.
ثابتة في عتمة الليل،في زاوية اعتبرها مكاني.أسمع طلقات ضحكات مرحه تتفلت من أفواهٍ نقية، تلمع البراءة على أساريرها،فهم ليسوا أطفالاً جالسين على مقعد يدور بهم وهم في أقصى مراحل السعادة الآن وكأنهم مالكين الدنيا ويدورون هم بها.في نظرة عيني هم فصول حياتي المارة أمامي،فأنا آتي كل يومٍ هنا لأراى نفسي إذ أنعكاسي صار سرابًا.أقف أنا مكاني في هذا الركن حالك الظلمة،فكتابي الذي كان ممتلئًا بسطور تحمل في ثناياها البهجة والحب ؛يشع نوراً يكفي ليُضيء ظلام السماء أصبح الآن عاتماً حين فقدت نفسي.
فأُشاهد طفلاً طفلاً كأنما أُشاهد نفسي وأنا في مقتبل عمري،فتاة مهندمة وطفلة لطيفة ،خفيفة الظل،طفيفة الروح،طيبة الأثر،أعرف معنى الابتسامة واقبض عليها كما لو انها كنز وروح الابتسامة الحقيقية كانت هي المفتاح.وأنا أيضاً أُشاهد نفسي هناك وأنا في منتصف العمر أفقد كنزي ومفتاحي وأُدرك أن أيضاً للورد شوكاً.ولكن أين أنا وأنا الشابه الطموحة، المقبلة على تغير الكون بريبته؟
إنه في الواقع هي هنا؛محصورة في هذه الزاوية في الركن الساكن مختبأه داخل الظلام وحتى لا ترى الورد لترى الشوك لترى ما فيها من الجمال وما فيها من قُبح فهي لا ترى أن لها وجود،فأنا أنظر للمرآة فلا أرى انعكاساً إلا لظل كان ولم يكن الآن،ظل لإنسانة كانت شعلة تنير سوداء الليل ونجمة تجمل سماء النهار وروح تسكن الحياة.
واليوم أنا كالظل لروح افتقدها وافتقد كوني أنها كانت أنا.